كانت الحضارة الإسلامية واقعية في تعاملها مع أحداث الفتن والثورات والاضطرابات، فأُولَى الفتن التي واجهت الأمة الإسلامية، اختلاف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t مع والي الشام معاوية بن أبي سفيان t؛ فقد أراد علي t عزل معاوية t عن الشام، ومعاوية t كان مُصرًّا على الأخذ بدم عثمان t، فلما تعارض الجانبان، وحدثت موقعة الجمل، ثم صفين، ومن ثم التحكيم، ثم مقتل علي t، فإن الأمة كلها في ذلك الوقت كانت في حالة غليان واضطراب واضح؛ ولذلك فإن أكثر ما يلفت النظر في هذه الفتنة، ما تمخَّض عنها في دَرْئِها، من خلال خليفة المسلمين الحسن بن علي رضي الله عنهما، فآخر ما أوصى به علي بن أبي طالب t ابنه الحسن t وبني عبد المطلب، أنه قال: "يا بني عبد المطلب، لا ألفينَّكم تخوضون دماء المسلمين، تقولون: قُتل أمير المؤمنين، قُتل أمير المؤمنين، ألا لا يُقتلنَّ إلا قاتلي، انظر يا حسن، إن أنا متُّ من ضربته هذه، فاضربه ضربة بضربة، ولا تُمَثِّل بالرجل"[2].
وهذا النهي من علي t لابنه، هو أمر لا فكاك منه للحسن t وبني عبد المطلب جميعهم بعدم الخوض مرة أخرى في دماء المسلمين، كما حدث في الأعوام السابقة لمقتل علي بن أبي طالب t.
وعلى الرغم من مبايعة الأمة للحسن بن علي -رضي الله عنهما- بعد مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t عام 40هـ، فإن أول ما فعله الحسن t أنه أعلن عن عزمه لتجنُّب دماء المسلمين، وقرَّر عدم الاعتماد على أهل العراق الذين خذلوه وخذلوا أباه من قبل، فأرسل إلى معاوية t لطلب الصلح، وبالفعل تصالح الطرفان، وتنازل الحسن بن علي t لمعاوية t درءًا لدماء المسلمين، وقطعًا لدابر الفتنة[3].
إن تنازل الحسن بن علي t لمعاوية t حقنًا لدماء المسلمين، بمحض إرادته، لهو دليل على أن هذه الحضارة أخذت في الاعتبار قيمة المسلم ودمه، وهذا ما لم تعرفه أي حضارة أخرى، فلقد كان الرومان يتلذَّذون بمشاهدة المعارك التي تقوم بين السباع والعبيد؛ حيث يُفتك بالعبد بين فَكَّي السبع، فيتضاحك الجمهور طربًا لذلك. أما الحضارة الإسلامية، فإنها قَرَّرت على لسان رسول الله
أن دم المسلم أشد حرمة عند الله من هدم الكعبة حجرًا حجرًا[4]!
وهذا النهي من علي t لابنه، هو أمر لا فكاك منه للحسن t وبني عبد المطلب جميعهم بعدم الخوض مرة أخرى في دماء المسلمين، كما حدث في الأعوام السابقة لمقتل علي بن أبي طالب t.
وعلى الرغم من مبايعة الأمة للحسن بن علي -رضي الله عنهما- بعد مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t عام 40هـ، فإن أول ما فعله الحسن t أنه أعلن عن عزمه لتجنُّب دماء المسلمين، وقرَّر عدم الاعتماد على أهل العراق الذين خذلوه وخذلوا أباه من قبل، فأرسل إلى معاوية t لطلب الصلح، وبالفعل تصالح الطرفان، وتنازل الحسن بن علي t لمعاوية t درءًا لدماء المسلمين، وقطعًا لدابر الفتنة[3].
إن تنازل الحسن بن علي t لمعاوية t حقنًا لدماء المسلمين، بمحض إرادته، لهو دليل على أن هذه الحضارة أخذت في الاعتبار قيمة المسلم ودمه، وهذا ما لم تعرفه أي حضارة أخرى، فلقد كان الرومان يتلذَّذون بمشاهدة المعارك التي تقوم بين السباع والعبيد؛ حيث يُفتك بالعبد بين فَكَّي السبع، فيتضاحك الجمهور طربًا لذلك. أما الحضارة الإسلامية، فإنها قَرَّرت على لسان رسول الله
أن دم المسلم أشد حرمة عند الله من هدم الكعبة حجرًا حجرًا[4]!
الخميس 8 مارس 2012 - 1:10 من طرف khaled_hadawy
» عائلة الخوارت
الخميس 8 مارس 2012 - 0:58 من طرف khaled_hadawy
» عائلة ال بدر
الخميس 8 مارس 2012 - 0:53 من طرف khaled_hadawy
» عائلة الحميدات
الخميس 8 مارس 2012 - 0:50 من طرف khaled_hadawy
» عائلة ال نعمت الله
الخميس 8 مارس 2012 - 0:48 من طرف khaled_hadawy
» عائلة ال صلحه
الخميس 8 مارس 2012 - 0:44 من طرف khaled_hadawy
» عائلة ال عطيـــه
الخميس 8 مارس 2012 - 0:42 من طرف khaled_hadawy
» عائلة ال العكش
الخميس 8 مارس 2012 - 0:35 من طرف khaled_hadawy
» عائلة ال عرابى
الخميس 8 مارس 2012 - 0:20 من طرف khaled_hadawy
» عائلة ال عبدالعاطى
الخميس 8 مارس 2012 - 0:16 من طرف khaled_hadawy